لعل أهم عوامل النجاح التي تحققه أي منظمة إنما يتوقف في المقام الأول على رشد القرارات المتخذة و فاعليتها على معالجة القضايا المطروحة من جهة، و تجنب الوقوع في مشاكل من جهة أخرى وهذا من خلال فهم جدوى اتخاذ القرارات وحسن صناعتها، مع اختبار أنسب الأساليب لاتخاذها.
ولعل أهم القرارات التي تتخذها أي منظمة مهما كانت طبيعتها خدماتية أو إنتاجية، دون شك تتعلق برأسمالها الأبدي "الإنسان".
فإذا كانت القرارات التي تتخذ بشأن و سائل الإنتاج من آلات ومعدات تكون نهايتها الاستبدال أو التغيير التكنولوجي عند إهتلاكها، أو ظهور الأحسن منها مردودا، فالإنسان أو المورد البشري لا يهتلك، ومن الصعب استبداله أو تعويضه بسهولة، بل العكس تماما من الصعوبة بما كان الاحتفاظ به داخل المنظمة كما نشاء.
و تسيير الموارد البشرية واتخاذ القرارات بشأنها، محور العملية الإدارية في المنظمة، ذلك لأنها عملية متداخلة في جميع وظائف الإدارة ونشاطاتها.
فحين تخطط المنظمة لمشاريعها المستقبلية لا يمكنها أن تتجاهل كمية ونوعية الموارد البشرية التي تحتاجها مستقبلا فهي تتخذ قرارات معينة في كل مرحلة من مراحل رسم الخطة، سواء عند وضع الهدف المرجو تحقيقه أو إعداد البرامج أو تجديد الموارد الملائمة مالية، تكنولوجية أو بشرية مع اختيار أنسب الطرق و الأساليب لتشغيلها.
و عندما تضع المنظمة الإطار الهيكلي لنظامها الملائم لمهامها و أهدافها الإستراتيجية فإنها تتخذ قرارات بشأن هيكلها التنظيمي، نوعه وحجمه ومختلف مسارات الانتقال داخله، ومنه تحديد الأفراد اللازمون و المناسبون لشغل المناصب، ومن تم تأدية المهام المطلوبة لتحقيق أهدافها الإنتاجية.
وعندما يتقلد المدير مهامه القيادية فإنه يتخذ مجموعة من القرارات تخص مرؤوسيه في كيفية تنسيق مجهوداتهم، أو استثارة دوافعهم عن طريق تحفيزهم على الأداء الجيد أو حسن معالجة الأمور.
وعندما تريد الإدارة ممارسة مهامها في المراقبة و التقييم، فإنها تتخذ قرارات بشأن تحديد المعايير الملائمة لقياس نتائج الأداء عند مواردها البشرية بهدف تعديل المسار و تصحيحه،
وهكذا تتواصل عملية اتخاذ القرارات في دورة مستمرة مع استمرار العملية الإنتاجية، أو الإدارية و يكون المورد البشري الحاضر الأكبر في هذه الدورة.
ومنه نقدر أن المورد البشري لا غني عنه في أي منظمة، و تناسبه مع أهداف المنظمة و حاجيتها يضمن الاستمرارية ونجاح المشاريع الإنتاجية أو الخدماتية المسطرة، و يصبح الحفاظ عليه و تنمية قدراته وكفاءاته المهنية لاستمرار التلاؤم مع مناصب و وظائف المنظمة الشغل الشاغل لأي مدير أو مسير يقر بأهميته.

مذكرة لنيل شهادة الماجيستير فى علم النفس وعلوم التربية والارطوفونيا 
تخصص علم النفس التنظيمى وتسيير الموارد البشرية
اعداد الطالب خلاصى مراد


يمكن لكم التحميل 
او 

من هنا

0 النعليقات:

إرسال تعليق

نرجوا التفعال مع المواضيع ولو بكلمة واحدة شكرا فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله ..و والله ليس حبا فى الشكر ولكن من اجل ان ينتفع عدد اكبر من الناس من المواضيع وذالك بجعلها فى مقدمة نتائج البحث شاركنا الاجر والثوواب

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الارشيف

مشاركة مميزة

المشاركات الرائجة