لقد برزت في السنوات الأخيرة موجات من الإضرابات العمالية، مست جميع القطاعات الإقتصادية دون استثناء. وهذا ما شغل بال الكثير من المفكرين والباحثين من علماء الاجتماع والاقتصاد والسياسة وعلم النفس على اختلاف منطلقاتهم الفكرية والايديولوجية .وذالك من اجل معرفة اسبابها وأهدافها وأبعادها. ولم يتخذ هذا النقاش شكلا تقليديا، وإنما أثار مجموعة من القضايا: كعلاقة الإضراب ببناء القوة والانتماء الطبقي والوضع الاجتماعي والحالة الاقتصادية والوضع السياسي... وغيرها. في هذا الإطار ظهرت
تصورات واتجاهات سوسيولوجية عديدة حاولت الوقوف على مدى إرتباط الإضرابات العمالية بالوضع الإجتماعي الذي يعيشه العامل من جهة، والبناء التنظيمي من جهة أخري. وهذا تعكسه الكثير من التيارات النظرية التي تركز على العلاقة المحورية بين الإضراب والمستوى المعيشي والإجتماعي للعمال. وأين تتناقض المصالح والأهداف للحصول على المزيد من الثروة والهيبة.
في المقابل نجد الادبيات المتمحورة حول ظاهرة الإضراب تؤكد مسألة أساسية في تراث علم الاجتماع، وهي نسبية توزيع الثروة بسبب ارتباطها بالسلطة واتخاذ القرار. ومن ذلك يظهر جليا في الدراسات المعا صرة غلبة المنحى الذي ينظر الي الثروة كسلعة ناذرة تتعدد طرق ووسائل الحصول عليها. ولعل من أهم المقولات التي طرحت في هذا السياق وتعكس الإختلاف هي مقولة الإضراب محددا وفاعلا في اكتسابها واستخدامها، وبالتالي كيفية تجسيدها لطموحات الفاعلين الاجتماعيين.
الطاهر بلعيور
قسم علم الاجتماع جامعة جيجل
حمل
0 النعليقات:
إرسال تعليق
نرجوا التفعال مع المواضيع ولو بكلمة واحدة شكرا فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله ..و والله ليس حبا فى الشكر ولكن من اجل ان ينتفع عدد اكبر من الناس من المواضيع وذالك بجعلها فى مقدمة نتائج البحث شاركنا الاجر والثوواب