تُعَدُّ درجة الدكتوراه من أعلى الدرجات العلمية التي يُمكن أن ينالها الباحث العلمي، وكلمة دكتور كلمة لاتينية الأصل، وهي تعني المُعلم، والمقصد منها الشخص الحاصل على الدرجة، وأصل تلك التسمية يعود إلى مرحلة العصور الوسطى في أوروبا، وتم تداول ذلك المُسمَّى بعد ذلك على المستوى العالمي، وأصبح مُتعارفًا عليه كسمة علمية لمن يحصل على تلك الدرجة، وسوف نُلقي الضوء على الهدف من الحصول على الدكتوراه، وبعد ذلك سوف نتحدَّث عن إعداد رسالة الدكتوراه من البداية حتى نيل الدرجة.

ما الهدف من الحصول على درجة الدكتوراه؟

·  تطوير المعرفة والثقافة بالنسبة للباحث العلمي في مجال مُعيَّن: وذلك عن طريق قراءة المؤلفات والمصادر، وإجراء الأبحاث التجريبية، بالإضافة إلى التوصُّل للنتائج التي تُسهم في إثراء المجال الذي يتخصَّص فيه الباحث بوجه عام، ومساعدة الباحثين الآخرين في إيجاد قاعدة مهمة من المعلومات يمكن أن يُعوِّلوا عليها الكثير؛ لإضافة المزيد من الدراسات من جانب آخر. 
·  في المجال الأكاديمي: درجة الدكتوراه ينطوي عليها الارتقاء في السلم الوظيفي، بالإضافة إلى المناصب الاستشارية التي تحتاج إليها كثير من المنظمات والمؤسسات، كذلك من الممكن الحصول على وظائف مرموقة داخل الجامعات والمعاهد، ومن الممكن الحصول على فرصة السفر بسهولة للخارج والالتحاق بالجامعات الدولية.
·  المكانة الاجتماعية المتميزة: في طليعة الدوافع لتقديم رسالة الدكتوراه، الحصول على المكانة المتميزة من الناحية الاجتماعية، ومن المتعارف عليه أن الحاصلين على درجة الدكتوراه محل احترام من جميع المحيطين، سواء كانوا أفرادًا أو مؤسسات.
·  الثقة بالنفس والقدرة على الحديث: تتطلَّب فترة إعداد رسالة الدكتوراه الصبر والاجتهاد منذ إعداد خطة البحث العلمي المتعلقة بها، والتعامل مع عديد من الفئات داخل الجامعة التي تشرف على الرسالة، وذلك يُكسب الباحث مهارات التعامل مع الآخرين، والقدرة على الحديث المنظم.
·  التفكير الفعال وتقبُّل نقد الآخرين: وذلك الأمر مُنصبٌّ على مرحلة مناقشة أطروحة الدكتوراه بعد الانتهاء من إعدادها، حيث يتطلَّب ذلك مناقشتها من جانب اللجنة المنوط بها ذلك، وبالتالي يصبح الباحث العلمي مُطالبًا بالدفاع عن وجهة نظره أمام سيل من الأسئلة التي يطرحها المناقشون، لذا فإن الأمر يتطلَّب التدريب على التفكير بطريقة عملية، مع تقبُّل جميع وجهات النظر التي تُقدِّمها لجنة المناقشة.
·  التميُّز في سوق العمل: يُعتبر سوق العمل في الوقت الحالي مُكتظًّا بالخريجين الجامعيين، سواء الحاصلون على شهادة البكالوريوس أو الليسانس، والحصول على درجة الدكتوراه تجعل الشخص مميزًا ومطلوبًا في مجاله؛ لما يمتلكه من خبرات أصقلت موهبته، وبالتالي يصبح سوق العمل مفتوحًا على مصراعيه بالنسبة له، ويحصل على فرص أكثر من غيره.

ما طريقة إعداد رسالة الدكتوراه من البداية حتى نيل الدرجة؟

الخطوات البحثية:
في بداية إعداد رسائل الدكتوراه يجب على الباحث العلمي أن يجيب عن مجموعة من الأسئلة، والتي سوف تسهل عليه القيام بالمراحل التالية المتعلقة بالرسالة، وهي: ما أهمية موضوع رسالة الدكتوراه؟، وما الهدف من موضوع رسالة الدكتوراه؟، وما المكان المتعلق بمجال رسالة الدكتوراه؟، وما الزمن المتعلق بالرسالة؟
وبناء على الأسئلة سالفة الذكر يقوم الباحث بتحديد عناصر خطة البحث العلمي لرسالة الدكتوراه والتي ينبغي أن تتضمن:
العنوان: يُعَدُّ العنوان أولى خطوات إعداد رسالة الدكتوراه، ويجب أن يكون مختصرًا ومحددًا وواضحًا ويُعبِّر عن المحتوى، نظرًا لأن طول العنوان أو عدم تحديده من جانب الباحث العلمي لا يساعد القارئ على التركيز في طبيعة المحتوى، وله تداعيات سلبية على جميع خطوات الرسالة، لذا فإنه من المُفضَّل أن لا يزيد العنوان على عشر كلمات.
المقدمة: تُعَدُّ المقدمة الممهد الرئيسي لمضمون الرسالة، ويجب أن تكون شاملة لجميع الجوانب وبصورة مختصرة بعيدًا عن الاسترسال، ويجب أن لا تزيد على صفحة مع عدم احتوائها على أي هوامش أو مصادر، بالإضافة إلى تضمُّنها فقرات دون أي عناوين جانبية،؛ لتحقيق التفاعل المناسب من جانب القارئ، ومن الممكن الاستعانة ببعض الآيات القرآنية، أو الأقوال المأثورة.
مشكلة الرسالة: من المراحل المهمة لإعداد رسالة الدكتوراه، فهي التي توضح المشكلة الرئيسية التي يستعرضها الباحث، والمغزى من الرسالة؛ من أجل إيجاد الحلول لها في النهاية، ويجب أن يكون الموضوع جديدًا ولم يسبق طرحه من قبل، وفي حالة طرح نموذج من الرسائل السابقة لا بد أن يتضمن في النهاية إضافة المفاهيم الجديدة، التي لم يتطرق لها الباحثون السابقون.
أهمية الرسالة: يجب أن يعرض الباحث السبب الذي حمله على دراسة الموضوع، وما سوف يسفر عنه ذلك من فوائد على مجال التخصص بالنسبة للباحث، والمجتمع بأكمله.
حدود الرسالة: وهي تنقسم إلى الحدود المكانية، والتي تعني محل البحث، سواء المدينة، أو الدولة، أو المنظمة، والحدود الزمنية، والمعني بذلك هو السنة التي تمَّت الدراسة فيها.
المنهج البحثي المتبع: وهو يعني الطريقة التي سوف يستخدمها الباحث في الوصول إلى المعلومات التي تلزمه في تدوين الرسالة، وتختلف المناهج؛ فهناك من يتبع المنهج التجريبي أو التاريخي أو الوصفي أو الاستقرائي، واختيار المنهج يكون على حسب طبيعة الرسالة التي يتم تقديمها. 

مرحلة مناقشة رسالة الدكتوراه:

·  الاستعانة بالله هي السبيل الأمثل في جميع الأمور الحياتية، ويجب أن يكون الباحث على ثقة تامة بأن المولى -عزَّ وجلَّ- لا يُضيع أجر من أحسن عملًا.
·  الثقة بالنفس من دعائم تحقيق الطموح لأي إنسان، لذا وجب على الباحث أن يوجد لديه القدر الكافي من الثقة بعيدًا عن الغرور.
·       يجب على الباحث العلمي أن يكون هادئًا قدر المستطاع، وأن ينام مبكرًا قبل يوم المناقشة.
·  تجهيز أكثر من نسخة للرسالة؛ لتوزيعها على لجنة المناقشة، وكذلك نسخة للاستخدام الشخصي أثناء طرح الأسئلة والمناقشة.
·  تدوين الخطوط العريضة وبشكل مختصر لرسالة الدكتوراه في ورقة خارجية؛ حتى يطَّلع عليها الباحث العلمي خلال المناقشة إذا لزم الأمر ذلك.
·  من المهم أن يقوم الباحث العلمي بتدوين كل الأسئلة التي يتوقع أن تطرحها لجنة المناقشة، ويمكن أن يكون ذلك من خلال وجهة نظره الشخصية، أو عن طريق الاستعانة بخبرات الغير ممَّن اجتازوا تلك المرحلة وحصلوا على درجة الدكتوراه.
·  ينبغي أن يكون المقدم على مناقشة رسالة الدكتوراه حاضرَ الذهن مستعدًا للإجابة عن أي جزئية في الرسالة، وأن يمنح لنفسه الوقت في الإجابة ولا يتعجَّل القول، ومن المُفضَّل كتابة الأسئلة المطروحة في ورقة خارجية، وإعادة قراءتها مرَّة أخرى، حتى تكون الإجابة دقيقة.
·  في حالة عدم القُدرة على إجابة أحد الأسئلة المُلقاة من جانب لجنة مناقشة رسالة الدكتوراه، يجب على الباحث أن يكون ذكيًّا، ففي حالة نسيانه لتلك الجزئية من الممكن أن يعاود النظر إليها في الرسالة لاشتقاق الإجابة، وفي حالة كون السؤال المطروح خارج الرسالة، فليس من العيب أن يُصرِّح بعدم معرفته، وأنه سوف يبحث عن الإجابة، وذلك لا يُقلِّل من قدره، بل على العكس سوف يُعلي من قيمته وسط الجميع.
·  قد يوجد بين أعضاء لجنة المناقشة أحد الأعضاء ممَّن يريدون استفزاز الباحث بوسائل شتَّى، وهذا النمط موجود بالفعل؛ لذا يجب على الباحث الابتعاد قدر المستطاع عن الانفعال أو العصبية، فما هي إلا فترة وجيزة وسوف يحصل على درجة الدكتوراه بفضل الله.

وفى ما يلى نضع لكم رابط لتحميل كتاب 
كيف تعد رسالة دكتوراة
المؤلف : اموبرتو ايكو
ترجمة :على منوفى 
او 

0 النعليقات:

إرسال تعليق

نرجوا التفعال مع المواضيع ولو بكلمة واحدة شكرا فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله ..و والله ليس حبا فى الشكر ولكن من اجل ان ينتفع عدد اكبر من الناس من المواضيع وذالك بجعلها فى مقدمة نتائج البحث شاركنا الاجر والثوواب

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الارشيف

مشاركة مميزة

المشاركات الرائجة